لحظة .... ج2

و لماذا أثور ؟!! ألست أنا الذي جعلت الحب شعاري ؟؟

و لكنني أولي بحبها من مصطفي ..

و لكنه الحب ألأول .. و لكنني زوجها ولكنها لا تحبني .. تحب مصطفي ..

و أنا لم أجد الحب بعد ..

أبحث عنه ...

أبحث عن لحظة صغيرة منه ...

أبتهل إالي الله أن يمنحني لحظة منه مع سعاد .. لا لقد فقدت الأمل سعاد لن تحبني ..إنها تحب مصطفي ..

أصارحها ؟؟؟

لا .. سوف تثور و تنكر ..

أطلقها في صمت لتتزوجه .. و أبحث عن الحب ..

مصطفي يتردد كثير علينا .. مازال يهاجمني و يحتقر رواياتي ، ويقهقه بضحكته الصفراء :

- الحب كلام فارغ .

وددت لو أقول له ، و حبك لسعاد ... ألست تحبها و هي تحبك ؟!

لا تعتقد أننثي الزوج المغفل ،

ولكن حبهما صامت ، لكن صغير ، قد تمنحه شفتيها ، و لكنها لن تسلمه نفسها ...

سعاد لن تخون ، علي الرغم من أنها تحب

حاولت أن أحتويها بين ذراعي .. إبتعدت وتعللت

حاولت أن أقول لها كلمة المحبين ..حاولت

و مازلت أحاول ، وفشلت ، ولكني لم أفقد الأمل في لحظة حب .

لحظة صغيرة ...

وإلا سوف تتهدم مبادئي .. و أعلن فشلي ..

كيف أتحدث عن الحب و أكتب عنه ، وأنا لا أحسه .. و لآ أستطيع أن أنعم به مع زوجتي ...

و لكني أراه واضحا أمامي .. أين هو ؟؟؟

حب سعاد لمصطفي .. حبهما الصامت ،

و لكني أمقته ... لا يتسع قلبي لحبه .. أكره زيارته ، وهداياه ، و نظراته لسعاد ..

أتمني أن أراه يقبلها ... ماذا سوف أفعل ؟؟ أثور ؟؟.. أضربها ؟؟.. أطردها ؟؟ أطلقها ؟؟...

لا لا من حقها أن تحب ، ولكنها لا يجب أن تخون ...

*******************

زيارات مصطفي كثرت .. النظرات أصبحت أكثر حرارة .. كرهي القديم زاد و تكاثر ..

أسرع إلي مكتبي .. و أتركهما

أعجز عن الكتابة ، و ترتفع أنفاسي .. أتصور جلستهما ...

يتبادلان كلمات الحب .. يتغزل مصطفي في حسنها ، ويشكو لها ظلم البعد والفراق ..

لا .. لا .. أين ذهب عقلك ؟؟

مصطفي لا يعرف هذا الكلام .. إنه يلتهمها فقط بعينيه .. و قد يمرر يده علي شعرها الطويل ، و قد يتحسس وجنتيها

فيبث إليهما ودا ورقة ،،

أنا في أمس الحاجة إليهما ،،

ضقت ذرعا به ، ولم أعد أحتمل رؤية وجهه الخبيث .. لم أعد أقدر أن أستمع إلي صوته الغليظ ، ولا أنظر في عينيه الخبيثتين ...

و اجهت سعاد ...

- مصطفي

- ماله ؟؟

- يأتي إلي البيت كثيرا

( بلا مبالاة أغاظتني ) أليس صديقا لنا ونسيت أنه قريبي ؟!

- لماذا لم تتزوجا ؟؟

- لم تسألني من قبل هذا السؤال

- ها أنا سالته

أدارت وجهها ولمست فيها الإرتباك من رعشه رقبتها

- خلافات .. مجرد خلافات بين عائلتينا .

سؤال أحمق طرحته عليها و ندمت ، أو شعرت بالحرج ، أو أشفقت علي سعاد من الإجابه ، و أنا الذي أنقل و أصورمشاعر البشر .

- أكنت تحبينه وهو يحبك ؟؟

كأنها لم تعد تحتمل

- أرجوك .. مالك اليوم

شعرت بحماقتي ، ولكن النار قد اشتعلت في جسدي فانا مجرد بشر ولم اعد استطيع الخيانه .

( قلت في خفوت ) تحبينه ؟؟؟
- ماذا تقصد ؟!!
- نظراتك .. نظراته .. تردده الكثير علينا
- اتشك في ....؟!
- لم اعد استطيع ان اخفي
- ( توترت و احمر وجهها ) اياك ان ...
- انا لا اشك في اي نقيصة اخلاقية
- ماذا تريد ؟؟؟
رتبت افكاري ...لم تساعدني بلاغتي الروائية .. شعرت بحلقي يعوق كلامي ..شعرت بجسدي يهتز ..شعرت بمشاعري تتباين ..شعرت ان كلامي لم يكن ابدا صدق ..ولكنه مجرد كلام نكتبه ونقوله ولكننا لا نؤمن به .
- سعاد .. قد يكون زواجنا غير مبني علي قصة حب ملتهبة كالتي تقراينها في قصصي ..واحس ان العلاقة بيننا مجرد علاقة بين زوج وزوجة .. والحب مفقود ، ولا نشعر به .. لانك مازلت ثابتة علي حبك القديم ..
حبك الصادق لمصطفي ، وانا لا انكر انه يحبك .. و ادري مدي العذاب بينكما .. و انا العقبة الوحيدة امام سعادتكما ..
لم احب في يوم من ايام حياتي ان اكون سبب تعاسه حبيبين ... وانا اؤمن بالحب ..

ردت علي بصوت خالي من الحياة :
- قد يكون كلامك به جانب من الصواب، و لكنني لم افكر ان اسلم قلبي لمصطفي وانت مازلت زوجي ، حتي ولو كان يجاهد في سبيل اعلان حبه لي .
- الموقف صعب
- انسي كل شيئ ولا تهتم ... الحب مثل الزواج قسمة ونصيب ....الحب لحظة واحده في حياة الانسان ..
فالانسان مهما طال عمره ... لا يحب مرتين .
و نظرت الي دامعه .. واشتد الصراع في نفسي و تركتها وسرت


و كاني في حاله لاوعي و اصابتني غيبوبة .. علي الرغم من الحقيقه .. علي الرغم من حبهما المقدس الضائع .. شعرت بالاهانه ... قد تكون نابعه من من عدم احساس الحب ، وانا الذي اخترعت مئات من قصصه .. ولم ادر بنفسي إلا وانا امام بحر هائجة امواجه ، ،،
ومع ذلك احسست بالسكون نابع من نفسي ... وشعرت باضطراب في نفسي قطعه صراخ .....
يبدو انه غريق ........
أأحلم ؟!! أم انني في الواقع ؟!!
الصراخ يعلو وينخفض .. توترت .. جريت اقتحم الأمواج الثائرة .. ولا خبرة لي بالعوم .. تحركت بدافع الشهامة ... او قد اكون رغبت في انهاء حياتي بشكل غير الانتحار .. انني في سبيل انقاذ غريق .. حتي ولو غرقت ومت ، سوف اعتبر شهيد ....
اقتحمت .. وشعرت بالبرودة ، وغمرت المياه نصفي ، و الامواج تتلاعب بالغريق ... اقصد الغريقة ....
ان الصوت رقيق .. حنون .
تقدمت .. اكثر .. تركت نفسي للامواج تقودني ..
كاني احلم ... لا احس انني في الواقع ... و لكنني اشعر بتاثير الماء البارد علي جسدي ..
ها انا اقترب ....
و تجاهد تلك الفتاه الغرق بيديها ... انها تتشبث بالحياة .. .
وصلت لها ... و اقتربت ... و تلاعبت بكلينا الامواج .
و جسدها الرقيق يقاوم في استماته ....
ماهذه الشجاعه التي طرات علي ... مؤكد انا احلم ..
و قفت كسد منيع امنع عنها الموج الثائر
نظرت اليها .. بل الي عينيها .. ما هذا الجمال ؟!!!
صوت البحر يعلو ... وددت لو نطقت ، و اسألها... أسئلة كثيرة جاءت في عقلي ...
و لكني اكتفيت بالنظر إليها .. ....
أقاوم .. و إياها الامواج ... شديدة .. عنيفه .. كانها تود ان تقتلعنا ...
مؤكد احلم .... و لا اريد ان استيقظ ...

شعرت بلحظة ... لحظة من الحب ..
نعم ... الحب ...
لا اعرف من هي .. ولا حكايتها , ولا مالذي اتي بها الي هنا ...
ولكني اعرفها من زمان .. احبها من زمان ...
نظرت لي نظرة اخيرة احسست فيها بالحنان المفتقد ..
جاءت موجة عاتيه غمرتنا ..
شددت علي ذراعيها ، وعندما افقت من الموجه ... و طفا وجهي علي المياه ...
اكتشفت انني امسك الموج .
اين هي ؟؟؟
لعل الموج جذبها .. و عاتبت نفسي علي هذا الاهمال .. وارتسم هذا الانزعاج علي وجهي .. وبديت كالمجنون في وسط الامواج ..
ابحث ...
عن تلك اللحظة الجميلة ...
و لكنني فقدت الامل ان اجدها .

- تمت -