السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
القصة جميلة جدا و مؤثرة أقراها بتمعن
أقرأوها وتمعنوا فيها... أثابكم الله وقد ذكرها الشيخ خالد الراشد كثيرا... ويُقال انها قصته الشخصية:
لم أكن جاوزت الثلاثين حين أنجبت زوجتي أوّل أبنائي.. ما زلت أذكر تلك الليلة .. بقيت إلى آخر الليل مع الشّلة في إحدى الاستراحات.. كانت سهرة مليئة بالكلام الفارغ.. بل بالغيبة والتعليقات المحرمة... كنت أنا الذي أتولى في الغالب إضحاكهم.. وغيبة الناس.. وهم يضحكون.
أذكر ليلتها أنّي أضحكتهم كثيراً.. كنت أمتلك موهبة عجيبة في التقليد.. بإمكاني تغيير نبرة صوتي حتى تصبح قريبة من الشخص الذي أسخر منه.. أجل كنت أسخر من هذا وذاك.. لم يسلم أحد منّي أحد حتى أصحابي.. صار بعض الناس يتجنّبني كي يسلم من لساني.
أذكر أني تلك الليلة سخرت من أعمى رأيته يتسوّل في السّوق... والأدهى أنّي وضعت قدمي أمامه فتعثّر وسقط يتلفت برأسه لا يدري ما يقول.. وانطلقت ضحكتي تدوي في السّوق..
عدت إلى بيتي متأخراً كالعادة.. وجدت زوجتي في انتظاري.. كانت في حالة يرثى لها.. قالت بصوت متهدج: راشد.. أين كنتَ ؟
قلت ساخراً: في المريخ.. عند أصحابي بالطبع ....
كان الإعياء ظاهراً عليها.. قالت والعبرة تخنقها: راشد… أنا تعبة جداً ..... الظاهر أن موعد ولادتي صار وشيكا ..
سقطت دمعة صامته على خدها.. أحسست أنّي أهملت زوجتي.. كان المفروض أن أهتم بها وأقلّل من سهراتي... خاصة أنّها في شهرها التاسع .
حملتها إلى المستشفى بسرعة.. دخلت غرفة الولادة... جعلت تقاسي الآلام ساعات طوال.. كنت أنتظر ولادتها بفارغ الصبر.. تعسرت ولادتها. فانتظرت طويلاً حتى تعبت.. فذهبت إلى البيت وتركت رقم هاتفي عندهم ليبشروني.
بعد ساعة.. اتصلوا بي ليزفوا لي نبأ قدوم سالم ذهبت إلى المستشفى فوراً.. أول ما رأوني أسأل عن غرفتها.. طلبوا منّي مراجعة الطبيبة التي أشرفت على ولادة زوجتي.
صرختُ بهم: أيُّ طبيبة ؟! المهم أن أرى ابني سالم.
قالوا، أولاً راجع الطبيبة ..
دخلت على الطبيبة.. كلمتني عن المصائب ..... والرضى بالأقدار . ثم قالت: ولدك به تشوه شديد في عينيه ويبدوا أنه فاقد البصر !!
خفضت رأسي.. وأنا أدافع عبراتي.. تذكّرت ذاك المتسوّل الأعمى الذي دفعته في السوق وأضحكت عليه الناس.
سبحان الله كما تدين تدان ! بقيت واجماً قليلاً.. لا أدري ماذا أقول.. ثم تذكرت زوجتي وولدي .. فشكرت الطبيبة على لطفها ومضيت لأرى زوجتي ..
لم تحزن زوجتي.. كانت مؤمنة بقضاء الله.. راضية. طالما نصحتني أن أكف عن الاستهزاء بالناس.. كانت تردد دائماً، لا تغتب الناس ..
خرجنا من المستشفى، وخرج سالم معنا. في الحقيقة، لم أكن أهتم به كثيراً. اعتبرته غير موجود في المنزل. حين يشتد بكاؤه أهرب إلى الصالة لأنام فيها. كانت زوجتي تهتم به كثيراً، وتحبّه كثيراً. أما أنا فلم أكن أكرهه، لكني لم أستطع أن أحبّه !
كبر سالم.. بدأ يحبو.. كانت حبوته غريبة... قارب عمره السنة فبدأ يحاول المشي... فاكتشفنا أنّه أعرج. أصبح ثقيلاً على نفسي أكثر. أنجبت زوجتي بعده عمر وخالداً.
مرّت السنوات وكبر سالم، وكبر أخواه. كنت لا أحب الجلوس في البيت. دائماً مع أصحابي. في الحقيقة كنت كاللعبة في أيديهم ..
لم تيأس زوجتي من إصلاحي. كانت تدعو لي دائماً بالهداية. لم تغضب من تصرّفاتي الطائشة، لكنها كانت تحزن كثيراً إذا رأت إهمالي لسالم واهتمامي بباقي إخوته.
كبر سالم وكبُر معه همي. لم أمانع حين طلبت زوجتي تسجيله في أحدى المدارس الخاصة بالمعاقين. لم أكن أحس بمرور السنوات. أيّامي سواء . عمل ونوم وطعام وسهر.
في يوم جمعة، استيقظت الساعة الحادية عشر ظهراً. ما يزال الوقت مبكراً بالنسبة لي. كنت مدعواً إلى وليمة. لبست وتعطّرت وهممت بالخروج. مررت بصالة المنزل فاستوقفني منظر سالم. كان يبكي بحرقة!
إنّها المرّة الأولى التي أنتبه فيها إلى سالم يبكي مذ كان طفلاً. عشر سنوات مضت، لم ألتفت إليه.. حاولت أن أتجاهله فلم أحتمل. كنت أسمع صوته ينادي أمه وأنا في الغرفة. التفت .... ثم اقتربت منه. قلت: سالم! لماذا تبكي؟!
حين سمع صوتي توقّف عن البكاء. فلما شعر بقربي، بدأ يتحسّس ما حوله بيديه الصغيرتين. ما بِه يا ترى؟! اكتشفت أنه يحاول الابتعاد عني!! وكأنه يقول: الآن أحسست بي. أين أنت منذ عشر سنوات ؟! تبعته ... كان قد دخل غرفته. رفض أن يخبرني في البداية سبب بكائه. حاولت التلطف معه .. بدأ سالم يبين سبب بكائه، وأنا أستمع إليه وأنتفض.
أتدري ما السبب!! تأخّر عليه أخوه عمر، الذي اعتاد أن يوصله إلى المسجد. ولأنها صلاة جمعة، خاف ألاّ يجد مكاناً في الصف الأوّل. نادى عمر.. ونادى والدته.. ولكن لا مجيب.. فبكى.
أخذت أنظر إلى الدموع تتسرب من عينيه المكفوفتين. لم أستطع أن أتحمل بقية كلامه. وضعت يدي على فمه وقلت: لذلك بكيت يا سالم !!..
قال: نعم ..
نسيت أصحابي، ونسيت الوليمة وقلت: سالم لا تحزن. هل تعلم من سيذهب بك اليوم إلى المسجد؟
قال: أكيد عمر ..... لكنه يتأخر دائماً ...
قلت: لا .. بل أنا سأذهب بك ..
دهش سالم .. لم يصدّق. ظنّ أنّي أسخر منه. استعبر ثم بكى. مسحت دموعه بيدي وأمسكت يده. أردت أن أوصله بالسيّارة. رفض قائلاً: المسجد قريب... أريد أن أخطو إلى المسجد - إي والله قال لي ذلك.
لا أذكر متى كانت آخر مرّة دخلت فيها المسجد، لكنها المرّة الأولى التي أشعر فيها بالخوف والنّدم على ما فرّطته طوال السنوات الماضية. كان المسجد مليئاً بالمصلّين، إلاّ أنّي وجدت لسالم مكاناً في الصف الأوّل. استمعنا لخطبة الجمعة معاً وصلى بجانبي... بل في الحقيقة أنا صليت بجانبه ..
بعد انتهاء الصلاة طلب منّي سالم مصحفاً. استغربت!! كيف سيقرأ وهو أعمى؟ كدت أن أتجاهل طلبه، لكني جاملته خوفاً من جرح مشاعره. ناولته المصحف ... طلب منّي أن أفتح المصحف على سورة الكهف. أخذت أقلب الصفحات تارة وأنظر في الفهرس تارة .. حتى وجدتها.
أخذ مني المصحف ثم وضعه أمامه وبدأ في قراءة السورة ..... وعيناه مغمضتان ... يا الله !! إنّه يحفظ سورة الكهف كاملة!!
خجلت من نفسي. أمسكت مصحفاً ... أحسست برعشة في أوصالي... قرأت وقرأت... دعوت الله أن يغفر لي ويهديني. لم أستطع الاحتمال ..... فبدأت أبكي كالأطفال. كان بعض الناس لا يزال في المسجد يصلي السنة ... خجلت منهم فحاولت أن أكتم بكائي.. تحول البكاء إلى نشيج وشهيق ...
لم أشعر إلا ّ بيد صغيرة تتلمس وجهي ثم تمسح عنّي دموعي. إنه سالم !! ضممته إلى صدري... نظرت إليه. قلت في نفسي... لست أنت الأعمى بل أنا الأعمى، حين انسقت وراء فساق يجرونني إلى النار.
عدنا إلى المنزل. كانت زوجتي قلقة كثيراً على سالم، لكن قلقها تحوّل إلى دموع حين علمت أنّي صلّيت الجمعة مع سالم ..
من ذلك اليوم لم تفتني صلاة جماعة في المسجد. هجرت رفقاء السوء .. وأصبحت لي رفقة خيّرة عرفتها في المسجد. ذقت طعم الإيمان معهم. عرفت منهم أشياء ألهتني عنها الدنيا. لم أفوّت حلقة ذكر أو صلاة الوتر. ختمت القرآن عدّة مرّات في شهر. رطّبت لساني بالذكر لعلّ الله يغفر لي غيبتي وسخريتي من النّاس. أحسست أنّي أكثر قرباً من أسرتي. اختفت نظرات الخوف والشفقة التي كانت تطل من عيون زوجتي. الابتسامة ما عادت تفارق وجه ابني سالم. من يراه يظنّه ملك الدنيا وما فيها. حمدت الله
كثيراً على نعمه.
ذات يوم ... قرر أصحابي الصالحون أن يتوجّهوا إلى أحدى المناطق البعيدة للدعوة. تردّدت في الذهاب. استخرت الله واستشرت زوجتي. توقعت أنها سترفض... لكن حدث العكس !
فرحت كثيراً، بل شجّعتني. فلقد كانت تراني في السابق أسافر دون استشارتها فسقاً وفجوراً.
توجهت إلى سالم. أخبرته أني مسافر فضمني بذراعيه الصغيرين مودعاً...
تغيّبت عن البيت ثلاثة أشهر ونصف، كنت خلال تلك الفترة أتصل كلّما سنحت لي الفرصة بزوجتي وأحدّث أبنائي. اشتقت إليهم كثيراً ..... آآآه كم اشتقت إلى سالم !! تمنّيت سماع صوته... هو الوحيد الذي لم يحدّثني منذ سافرت. إمّا أن يكون في المدرسة أو المسجد ساعة اتصالي بهم.
كلّما حدّثت زوجتي عن شوقي إليه، كانت تضحك فرحاً وبشراً، إلاّ آخر مرّة هاتفتها فيها. لم أسمع ضحكتها المتوقّعة. تغيّر صوتها ..
قلت لها: أبلغي سلامي لسالم، فقالت: إن شاء الله ... وسكتت...
أخيراً عدت إلى المنزل. طرقت الباب. تمنّيت أن يفتح لي سالم، لكن فوجئت بابني خالد الذي لم يتجاوز الرابعة من عمره. حملته بين ذراعي وهو يصرخ: بابا .. بابا .. لا أدري لماذا انقبض صدري حين دخلت البيت.
استعذت بالله من الشيطان الرجيم ..
أقبلت إليّ زوجتي ... كان وجهها متغيراً. كأنها تتصنع الفرح.
تأمّلتها جيداً ثم سألتها: ما بكِ؟
قالت: لا شيء .
فجأة تذكّرت سالماً فقلت .. أين سالم ؟
خفضت رأسها. لم تجب. سقطت دمعات حارة على خديها...
صرخت بها ... سالم! أين سالم .؟
لم أسمع حينها سوى صوت ابني خالد يقول بلغته: بابا ... سالم راح الجنّة ... عند الله...
لم تتحمل زوجتي الموقف. أجهشت بالبكاء. كادت أن تسقط على الأرض، فخرجت من الغرفة.
عرفت بعدها أن سالم أصابته حمّى قبل موعد مجيئي بأسبوعين فأخذته زوجتي إلى المستشفى .. فاشتدت عليه الحمى ولم تفارقه ... حين فارقت روحه جسده ..
إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت، وضاقت عليك نفسك بما حملت فاهتف ... يا الله
إذا بارت الحيل، وضاقت السبل، وانتهت الآمال، وتقطعت الحبال، نادي ... يا الله
لقد اراد الله سبحانه وتعالى ان يهدي والد سالم على يد سالم قبل موت سالم
فيا الله ما ارحمك
القصة جميلة جدا و مؤثرة أقراها بتمعن
أقرأوها وتمعنوا فيها... أثابكم الله وقد ذكرها الشيخ خالد الراشد كثيرا... ويُقال انها قصته الشخصية:
لم أكن جاوزت الثلاثين حين أنجبت زوجتي أوّل أبنائي.. ما زلت أذكر تلك الليلة .. بقيت إلى آخر الليل مع الشّلة في إحدى الاستراحات.. كانت سهرة مليئة بالكلام الفارغ.. بل بالغيبة والتعليقات المحرمة... كنت أنا الذي أتولى في الغالب إضحاكهم.. وغيبة الناس.. وهم يضحكون.
أذكر ليلتها أنّي أضحكتهم كثيراً.. كنت أمتلك موهبة عجيبة في التقليد.. بإمكاني تغيير نبرة صوتي حتى تصبح قريبة من الشخص الذي أسخر منه.. أجل كنت أسخر من هذا وذاك.. لم يسلم أحد منّي أحد حتى أصحابي.. صار بعض الناس يتجنّبني كي يسلم من لساني.
أذكر أني تلك الليلة سخرت من أعمى رأيته يتسوّل في السّوق... والأدهى أنّي وضعت قدمي أمامه فتعثّر وسقط يتلفت برأسه لا يدري ما يقول.. وانطلقت ضحكتي تدوي في السّوق..
عدت إلى بيتي متأخراً كالعادة.. وجدت زوجتي في انتظاري.. كانت في حالة يرثى لها.. قالت بصوت متهدج: راشد.. أين كنتَ ؟
قلت ساخراً: في المريخ.. عند أصحابي بالطبع ....
كان الإعياء ظاهراً عليها.. قالت والعبرة تخنقها: راشد… أنا تعبة جداً ..... الظاهر أن موعد ولادتي صار وشيكا ..
سقطت دمعة صامته على خدها.. أحسست أنّي أهملت زوجتي.. كان المفروض أن أهتم بها وأقلّل من سهراتي... خاصة أنّها في شهرها التاسع .
حملتها إلى المستشفى بسرعة.. دخلت غرفة الولادة... جعلت تقاسي الآلام ساعات طوال.. كنت أنتظر ولادتها بفارغ الصبر.. تعسرت ولادتها. فانتظرت طويلاً حتى تعبت.. فذهبت إلى البيت وتركت رقم هاتفي عندهم ليبشروني.
بعد ساعة.. اتصلوا بي ليزفوا لي نبأ قدوم سالم ذهبت إلى المستشفى فوراً.. أول ما رأوني أسأل عن غرفتها.. طلبوا منّي مراجعة الطبيبة التي أشرفت على ولادة زوجتي.
صرختُ بهم: أيُّ طبيبة ؟! المهم أن أرى ابني سالم.
قالوا، أولاً راجع الطبيبة ..
دخلت على الطبيبة.. كلمتني عن المصائب ..... والرضى بالأقدار . ثم قالت: ولدك به تشوه شديد في عينيه ويبدوا أنه فاقد البصر !!
خفضت رأسي.. وأنا أدافع عبراتي.. تذكّرت ذاك المتسوّل الأعمى الذي دفعته في السوق وأضحكت عليه الناس.
سبحان الله كما تدين تدان ! بقيت واجماً قليلاً.. لا أدري ماذا أقول.. ثم تذكرت زوجتي وولدي .. فشكرت الطبيبة على لطفها ومضيت لأرى زوجتي ..
لم تحزن زوجتي.. كانت مؤمنة بقضاء الله.. راضية. طالما نصحتني أن أكف عن الاستهزاء بالناس.. كانت تردد دائماً، لا تغتب الناس ..
خرجنا من المستشفى، وخرج سالم معنا. في الحقيقة، لم أكن أهتم به كثيراً. اعتبرته غير موجود في المنزل. حين يشتد بكاؤه أهرب إلى الصالة لأنام فيها. كانت زوجتي تهتم به كثيراً، وتحبّه كثيراً. أما أنا فلم أكن أكرهه، لكني لم أستطع أن أحبّه !
كبر سالم.. بدأ يحبو.. كانت حبوته غريبة... قارب عمره السنة فبدأ يحاول المشي... فاكتشفنا أنّه أعرج. أصبح ثقيلاً على نفسي أكثر. أنجبت زوجتي بعده عمر وخالداً.
مرّت السنوات وكبر سالم، وكبر أخواه. كنت لا أحب الجلوس في البيت. دائماً مع أصحابي. في الحقيقة كنت كاللعبة في أيديهم ..
لم تيأس زوجتي من إصلاحي. كانت تدعو لي دائماً بالهداية. لم تغضب من تصرّفاتي الطائشة، لكنها كانت تحزن كثيراً إذا رأت إهمالي لسالم واهتمامي بباقي إخوته.
كبر سالم وكبُر معه همي. لم أمانع حين طلبت زوجتي تسجيله في أحدى المدارس الخاصة بالمعاقين. لم أكن أحس بمرور السنوات. أيّامي سواء . عمل ونوم وطعام وسهر.
في يوم جمعة، استيقظت الساعة الحادية عشر ظهراً. ما يزال الوقت مبكراً بالنسبة لي. كنت مدعواً إلى وليمة. لبست وتعطّرت وهممت بالخروج. مررت بصالة المنزل فاستوقفني منظر سالم. كان يبكي بحرقة!
إنّها المرّة الأولى التي أنتبه فيها إلى سالم يبكي مذ كان طفلاً. عشر سنوات مضت، لم ألتفت إليه.. حاولت أن أتجاهله فلم أحتمل. كنت أسمع صوته ينادي أمه وأنا في الغرفة. التفت .... ثم اقتربت منه. قلت: سالم! لماذا تبكي؟!
حين سمع صوتي توقّف عن البكاء. فلما شعر بقربي، بدأ يتحسّس ما حوله بيديه الصغيرتين. ما بِه يا ترى؟! اكتشفت أنه يحاول الابتعاد عني!! وكأنه يقول: الآن أحسست بي. أين أنت منذ عشر سنوات ؟! تبعته ... كان قد دخل غرفته. رفض أن يخبرني في البداية سبب بكائه. حاولت التلطف معه .. بدأ سالم يبين سبب بكائه، وأنا أستمع إليه وأنتفض.
أتدري ما السبب!! تأخّر عليه أخوه عمر، الذي اعتاد أن يوصله إلى المسجد. ولأنها صلاة جمعة، خاف ألاّ يجد مكاناً في الصف الأوّل. نادى عمر.. ونادى والدته.. ولكن لا مجيب.. فبكى.
أخذت أنظر إلى الدموع تتسرب من عينيه المكفوفتين. لم أستطع أن أتحمل بقية كلامه. وضعت يدي على فمه وقلت: لذلك بكيت يا سالم !!..
قال: نعم ..
نسيت أصحابي، ونسيت الوليمة وقلت: سالم لا تحزن. هل تعلم من سيذهب بك اليوم إلى المسجد؟
قال: أكيد عمر ..... لكنه يتأخر دائماً ...
قلت: لا .. بل أنا سأذهب بك ..
دهش سالم .. لم يصدّق. ظنّ أنّي أسخر منه. استعبر ثم بكى. مسحت دموعه بيدي وأمسكت يده. أردت أن أوصله بالسيّارة. رفض قائلاً: المسجد قريب... أريد أن أخطو إلى المسجد - إي والله قال لي ذلك.
لا أذكر متى كانت آخر مرّة دخلت فيها المسجد، لكنها المرّة الأولى التي أشعر فيها بالخوف والنّدم على ما فرّطته طوال السنوات الماضية. كان المسجد مليئاً بالمصلّين، إلاّ أنّي وجدت لسالم مكاناً في الصف الأوّل. استمعنا لخطبة الجمعة معاً وصلى بجانبي... بل في الحقيقة أنا صليت بجانبه ..
بعد انتهاء الصلاة طلب منّي سالم مصحفاً. استغربت!! كيف سيقرأ وهو أعمى؟ كدت أن أتجاهل طلبه، لكني جاملته خوفاً من جرح مشاعره. ناولته المصحف ... طلب منّي أن أفتح المصحف على سورة الكهف. أخذت أقلب الصفحات تارة وأنظر في الفهرس تارة .. حتى وجدتها.
أخذ مني المصحف ثم وضعه أمامه وبدأ في قراءة السورة ..... وعيناه مغمضتان ... يا الله !! إنّه يحفظ سورة الكهف كاملة!!
خجلت من نفسي. أمسكت مصحفاً ... أحسست برعشة في أوصالي... قرأت وقرأت... دعوت الله أن يغفر لي ويهديني. لم أستطع الاحتمال ..... فبدأت أبكي كالأطفال. كان بعض الناس لا يزال في المسجد يصلي السنة ... خجلت منهم فحاولت أن أكتم بكائي.. تحول البكاء إلى نشيج وشهيق ...
لم أشعر إلا ّ بيد صغيرة تتلمس وجهي ثم تمسح عنّي دموعي. إنه سالم !! ضممته إلى صدري... نظرت إليه. قلت في نفسي... لست أنت الأعمى بل أنا الأعمى، حين انسقت وراء فساق يجرونني إلى النار.
عدنا إلى المنزل. كانت زوجتي قلقة كثيراً على سالم، لكن قلقها تحوّل إلى دموع حين علمت أنّي صلّيت الجمعة مع سالم ..
من ذلك اليوم لم تفتني صلاة جماعة في المسجد. هجرت رفقاء السوء .. وأصبحت لي رفقة خيّرة عرفتها في المسجد. ذقت طعم الإيمان معهم. عرفت منهم أشياء ألهتني عنها الدنيا. لم أفوّت حلقة ذكر أو صلاة الوتر. ختمت القرآن عدّة مرّات في شهر. رطّبت لساني بالذكر لعلّ الله يغفر لي غيبتي وسخريتي من النّاس. أحسست أنّي أكثر قرباً من أسرتي. اختفت نظرات الخوف والشفقة التي كانت تطل من عيون زوجتي. الابتسامة ما عادت تفارق وجه ابني سالم. من يراه يظنّه ملك الدنيا وما فيها. حمدت الله
كثيراً على نعمه.
ذات يوم ... قرر أصحابي الصالحون أن يتوجّهوا إلى أحدى المناطق البعيدة للدعوة. تردّدت في الذهاب. استخرت الله واستشرت زوجتي. توقعت أنها سترفض... لكن حدث العكس !
فرحت كثيراً، بل شجّعتني. فلقد كانت تراني في السابق أسافر دون استشارتها فسقاً وفجوراً.
توجهت إلى سالم. أخبرته أني مسافر فضمني بذراعيه الصغيرين مودعاً...
تغيّبت عن البيت ثلاثة أشهر ونصف، كنت خلال تلك الفترة أتصل كلّما سنحت لي الفرصة بزوجتي وأحدّث أبنائي. اشتقت إليهم كثيراً ..... آآآه كم اشتقت إلى سالم !! تمنّيت سماع صوته... هو الوحيد الذي لم يحدّثني منذ سافرت. إمّا أن يكون في المدرسة أو المسجد ساعة اتصالي بهم.
كلّما حدّثت زوجتي عن شوقي إليه، كانت تضحك فرحاً وبشراً، إلاّ آخر مرّة هاتفتها فيها. لم أسمع ضحكتها المتوقّعة. تغيّر صوتها ..
قلت لها: أبلغي سلامي لسالم، فقالت: إن شاء الله ... وسكتت...
أخيراً عدت إلى المنزل. طرقت الباب. تمنّيت أن يفتح لي سالم، لكن فوجئت بابني خالد الذي لم يتجاوز الرابعة من عمره. حملته بين ذراعي وهو يصرخ: بابا .. بابا .. لا أدري لماذا انقبض صدري حين دخلت البيت.
استعذت بالله من الشيطان الرجيم ..
أقبلت إليّ زوجتي ... كان وجهها متغيراً. كأنها تتصنع الفرح.
تأمّلتها جيداً ثم سألتها: ما بكِ؟
قالت: لا شيء .
فجأة تذكّرت سالماً فقلت .. أين سالم ؟
خفضت رأسها. لم تجب. سقطت دمعات حارة على خديها...
صرخت بها ... سالم! أين سالم .؟
لم أسمع حينها سوى صوت ابني خالد يقول بلغته: بابا ... سالم راح الجنّة ... عند الله...
لم تتحمل زوجتي الموقف. أجهشت بالبكاء. كادت أن تسقط على الأرض، فخرجت من الغرفة.
عرفت بعدها أن سالم أصابته حمّى قبل موعد مجيئي بأسبوعين فأخذته زوجتي إلى المستشفى .. فاشتدت عليه الحمى ولم تفارقه ... حين فارقت روحه جسده ..
إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت، وضاقت عليك نفسك بما حملت فاهتف ... يا الله
إذا بارت الحيل، وضاقت السبل، وانتهت الآمال، وتقطعت الحبال، نادي ... يا الله
لقد اراد الله سبحانه وتعالى ان يهدي والد سالم على يد سالم قبل موت سالم
فيا الله ما ارحمك
الأحد سبتمبر 16, 2012 7:51 am من طرف كاردينيا
» افتقدك يا امى
الخميس يناير 19, 2012 10:52 am من طرف صفاء
» كل عام وانتم بخير
الثلاثاء أغسطس 30, 2011 6:28 am من طرف كاظم المصري
» انتم فييييييييييييييييييييييييييييييييين
الخميس أغسطس 18, 2011 2:07 am من طرف كاظم المصري
» طال الغياب
السبت يونيو 11, 2011 12:40 am من طرف صفاء
» كل سنة وانتم بخير
الجمعة نوفمبر 26, 2010 10:21 pm من طرف كاظم المصري
» كل عام وانتم بخير
الجمعة نوفمبر 26, 2010 12:16 am من طرف M_Fayez
» entooo feeeen ya gd3an
الأحد أكتوبر 31, 2010 9:07 pm من طرف M_Fayez
» الحب و الكرامة
الثلاثاء سبتمبر 07, 2010 12:17 am من طرف M_Fayez
» لن احب بعدك !!!
الإثنين سبتمبر 06, 2010 7:59 pm من طرف Mr.Bl@ck
» كل سنه وميروو طيبة
الجمعة سبتمبر 03, 2010 2:16 am من طرف ayooosh
» الف الف مبروووووووك
الخميس سبتمبر 02, 2010 10:17 pm من طرف meerooo
» الملكه فريده وصلت يا جدعان كله يدخل يزغرط ويهنى
الخميس سبتمبر 02, 2010 10:11 pm من طرف meerooo
» نصـف دمـوع المـرأة هي منـــك
الخميس سبتمبر 02, 2010 2:27 pm من طرف ayooosh
» عندما تغار المرأة .. تبكي وعندما يغار الرجل .. يصمت
الأربعاء سبتمبر 01, 2010 3:59 pm من طرف ayooosh
» اى جمل راح تخطار \ى ؟؟؟
الأربعاء سبتمبر 01, 2010 3:54 pm من طرف ayooosh
» كل سنه وانتى طيبه يارونى
الثلاثاء أغسطس 31, 2010 2:38 pm من طرف Mr.Bl@ck
» لمن يجرؤ فقط 15 سؤال؟؟
الإثنين أغسطس 30, 2010 5:04 pm من طرف ayooosh
» قل هذا الذكر يوميا في شهر رمضان وكأنك ذكرت الله الليل مع النهار !!!
الإثنين أغسطس 23, 2010 3:20 pm من طرف صفاء
» أخاف أن أحبك ...أخاف منك وعليك
السبت أغسطس 21, 2010 7:07 pm من طرف ayooosh
» الوحده
السبت أغسطس 21, 2010 7:04 pm من طرف ayooosh
» تهنئة خاصة من القلب
السبت أغسطس 21, 2010 6:50 pm من طرف ayooosh
» أعــمال يــحبها الله فـي رمـضـان
الأحد أغسطس 15, 2010 2:17 am من طرف صفاء
» جنازة الحب
الأحد أغسطس 15, 2010 2:01 am من طرف صفاء
» الصرخة
السبت أغسطس 14, 2010 1:02 pm من طرف كاظم المصري
» عندما تشعر بأنك تحب
الخميس أغسطس 12, 2010 2:11 am من طرف كاظم المصري
» أنتظرها
الأحد أغسطس 01, 2010 1:33 am من طرف Amr Salama
» صفعة وردها
الأربعاء يوليو 28, 2010 10:01 pm من طرف ريتاج
» ليكـى يا من كنتى حبيبتى
الأربعاء يوليو 28, 2010 9:42 pm من طرف ريتاج
» وتكلـــــــــــم الصمـــــــــــــت
الأربعاء يوليو 28, 2010 9:17 pm من طرف ريتاج
» النتيجة
الأربعاء يوليو 28, 2010 9:10 pm من طرف ريتاج
» احزان ولكن
الأحد يوليو 25, 2010 10:58 pm من طرف صفاء
» لعبه الشايب بس جاااامده يارب تعجبكو ؟؟
الجمعة يوليو 23, 2010 9:05 pm من طرف ayooosh
» كل سنة وانتي طيبة يا أيوووووووووووووووووووش
الجمعة يوليو 23, 2010 9:00 pm من طرف ayooosh
» كل سنه وانت طيب يازيزو
الخميس يوليو 22, 2010 5:35 pm من طرف Mr.Bl@ck
» >>>====> أبجدية خواطر من الألف الى الياء <====<<<
الخميس يوليو 22, 2010 11:55 am من طرف ayooosh
» لعبه مش وحشه ( ادخل وجرب )
الأربعاء يوليو 21, 2010 11:49 pm من طرف ayooosh
» بعد شهرين من الزواج .. كانت المفاجأة
الأربعاء يوليو 21, 2010 11:46 pm من طرف ayooosh
» الجمال في الرجل و ليس في المرأة وعذراَ لحواء
الأربعاء يوليو 21, 2010 11:42 pm من طرف ayooosh
» حبيبي اعذرني فأنت لست لي الآن
الأحد يوليو 04, 2010 1:01 am من طرف ayooosh
» بقايا حطام
السبت يوليو 03, 2010 11:23 pm من طرف صفاء
» هل نحن نكتب الألم أم هو من يكتبنا ؟؟؟؟
السبت يوليو 03, 2010 11:22 pm من طرف صفاء
» انا لست ...كباقى النساء.......
الجمعة يونيو 25, 2010 4:01 pm من طرف M_Fayez
» افتتاح اكبر كوفى شوب فى المنتدى ...
الجمعة يونيو 25, 2010 3:59 pm من طرف M_Fayez
» ## عبر عن مذاجك باغنية كل يوم ##
الأحد يونيو 20, 2010 4:18 pm من طرف ayooosh
» حكمة اليوم
الأحد يونيو 20, 2010 1:31 pm من طرف osama
» لعبه كان اسمه ايه ؟؟؟
السبت يونيو 19, 2010 12:35 am من طرف Mr.Bl@ck
» ترحيب جامد جدااااااا بشباب اسكندرية
السبت يونيو 19, 2010 12:31 am من طرف Mr.Bl@ck
» ترحيب جااامد بالعضو eng.ebrahim
السبت يونيو 19, 2010 12:28 am من طرف Mr.Bl@ck
» الفرق بين المراه والرجل ؟ يلا عشان مفيش حد يزعل
الجمعة يونيو 18, 2010 8:08 pm من طرف ayooosh
» أقوى ويندوز Xp معدل على الاطلاق Windows Vista Aero Broken
الثلاثاء يونيو 15, 2010 6:38 pm من طرف ayooosh
» اشياء تؤلمنى
الثلاثاء يونيو 08, 2010 2:36 pm من طرف ayooosh
» قصة الحب والجنون
الثلاثاء يونيو 08, 2010 1:39 pm من طرف صفاء
» مساله وقت؟؟
الخميس يونيو 03, 2010 9:58 pm من طرف ayooosh
» امراه شرقيه
الأربعاء يونيو 02, 2010 11:51 pm من طرف ayooosh
» زوجة مثالية
الثلاثاء يونيو 01, 2010 12:04 am من طرف MARYOOMA
» نزف إحساس
السبت مايو 29, 2010 11:44 pm من طرف صفاء
» انا بحبك اكتر
السبت مايو 29, 2010 3:56 pm من طرف Mr.Bl@ck
» ترحيب بالعضو الجديد أبوسارة
السبت مايو 29, 2010 3:47 pm من طرف Mr.Bl@ck
» أرجـوك يا زوجـي لا تحبني !!
الخميس مايو 27, 2010 1:02 pm من طرف صفاء
» الحب يعزف الرحيل
الخميس مايو 27, 2010 12:58 pm من طرف صفاء
» لكــل من فقد الأمل بالحياة
الخميس مايو 27, 2010 12:56 pm من طرف صفاء
» من كتابات عائض القرني
الخميس مايو 27, 2010 12:30 pm من طرف صفاء
» علمتنى الحياااااااااااه
الأربعاء مايو 26, 2010 1:46 am من طرف ayooosh
» كل سنه وانتي طيبه يامريوووووووووم
الأربعاء مايو 26, 2010 1:39 am من طرف ayooosh
» وصفة دكتور فيل للنجاح
الأربعاء مايو 19, 2010 4:49 pm من طرف صفاء
» وحشتونى .......وهتوحشونى
الجمعة مايو 14, 2010 10:13 pm من طرف ayooosh
» ..علمنى غموضى..
الجمعة مايو 14, 2010 12:28 am من طرف ayooosh
» نصائح الخبراء للطلاب والطالبات عن كيفية الاستعداد للامتحانات؟؟
الجمعة مايو 14, 2010 12:22 am من طرف ayooosh
» عواقب الرماد البركانى فى جنوب اوروبا
الجمعة مايو 14, 2010 12:11 am من طرف ayooosh
» عندما اتحدث مع قلبى
الجمعة مايو 14, 2010 12:00 am من طرف Mr.Bl@ck
» تفسير القران الكريم فقط ضع الماوس على الايه
الخميس مايو 13, 2010 9:28 pm من طرف صفاء
» خواطر وتسابيح ( سورة الكهف )
الخميس مايو 13, 2010 9:26 pm من طرف صفاء
» عوامل تضييع الأوقات
الخميس مايو 13, 2010 9:23 pm من طرف صفاء
» كن كالطير تبلغ مرادك
الخميس مايو 13, 2010 9:22 pm من طرف صفاء
» لا بديل عن الرحيل
الخميس مايو 13, 2010 9:16 pm من طرف صفاء
» كـــــــ سنه وانت طيب ــــــــــل
الخميس مايو 13, 2010 12:31 am من طرف Amr Salama
» بالشفاء بأذن الله د / فايز
الثلاثاء مايو 11, 2010 5:51 pm من طرف M_Fayez
» طريقه عمل الكبه
الثلاثاء مايو 11, 2010 1:19 am من طرف M_Fayez
» الاهلى يتأهل الى دور المجموعات
الثلاثاء مايو 11, 2010 12:55 am من طرف Amr Salama
» معني الحب
السبت مايو 08, 2010 12:07 pm من طرف Mr X
» قواعد مفيده لتربيه طفلك دينيا
الجمعة مايو 07, 2010 3:22 pm من طرف M_Fayez
» الحسن البصري
الجمعة مايو 07, 2010 12:55 pm من طرف صفاء
» رسالة حب تحت مخدة نومها
الجمعة مايو 07, 2010 12:53 pm من طرف صفاء
» رسالة إلى عمري
الجمعة مايو 07, 2010 12:47 pm من طرف صفاء
» مثال للمرأة الناجحة في ادارة المجتمع
الثلاثاء مايو 04, 2010 2:14 pm من طرف M_Fayez
» فوائد اخراج اللسان(مهمه)
الأحد مايو 02, 2010 10:34 pm من طرف meerooo
» الصداقه
الأحد مايو 02, 2010 10:28 pm من طرف meerooo
» المفاهيم الخاطئه لصلاه الاستخاره
الجمعة أبريل 30, 2010 7:16 pm من طرف ayooosh
» هل ستتزوج هذه الفتاه ؟؟؟؟؟
الجمعة أبريل 30, 2010 6:57 pm من طرف ayooosh
» لحظاتى الاخيره
الجمعة أبريل 30, 2010 6:57 pm من طرف ayooosh
» الرجل التي دفعت اسرائيل الملايين لنيل منه ولكنها لم تنجح
الخميس أبريل 29, 2010 4:34 pm من طرف unknown_2025
» حوار بين حبيبين قبل الفراق
الأحد أبريل 25, 2010 9:13 pm من طرف صفاء
» حنين إلى أعز الناس
الأحد أبريل 25, 2010 8:40 pm من طرف صفاء
» الرجل التي دفعت اسرائيل الملايين لنيل منه ولكنها لم تنجح
الأحد أبريل 25, 2010 1:47 pm من طرف Mr X
» جنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
الجمعة أبريل 23, 2010 5:56 pm من طرف صفاء
» جنة وجنا رحمك الله
الجمعة أبريل 23, 2010 5:46 pm من طرف صفاء
» غرفه الدردشة الحره
الجمعة أبريل 23, 2010 1:26 am من طرف ayooosh
» ممكن تقرأ القصة دى ؟؟؟؟
الجمعة أبريل 23, 2010 1:17 am من طرف ayooosh